هي ذي حالة جماهير كرة القدم بالدار البيضاء.. «تخريب في الفرحة، وتخريب عند الهزيمة»!.. فهل قدر لبعض أحياء البيضاء وشوارعها، وحتى ممتلكاتها العمومية أن تعيش حالة الاستنفار كلما كان المركب الرياضي محمد الخامس مسرحا لمنافسة رياضية، قد لا تجمع “الغريمين” البيضاويين بالضرورة، وإنما تكون محددا لجولة من منافسة الدوري الوطني، تفد بحلولها فرق منافسة من مدن مغربية أخرى؟..
سؤال بصيغة الحرقة طرحه كل من تابع أطوار التسيب، والفوضى، وحتى «التشجيع المنحرف»، الذي مارسه شبان ويافعون وحتى أطفال تجاوزوا سن العاشرة بالكاد، لكنهم اكتسبوا من صفات «العدوانية» في التشجيع، ومن سمات الانحراف داخل الملاعب وحتى خارجها القدر الذي يجعل الممتلكات العمومية “صيدا سهلا” لا يتوانون في الانقضاض عليه، والعبث به.
كانت حافلة الخط 50 تعبر بأمان إلى أن تجاوزت «نادي الهمداني» بعشرات الأمطار، حينذاك تهاطلت الأحجار متتالية على زجاج الجهة اليمنى من الحافلة وتصيب شظاياه بعض الركاب الذي ذهلوا من عملية الرجم التي أتت على زجاج الحافلة، ليتوقف السائق وسط الشارع، ليغادرها الركاب مرعوبين من حركة «لارياضية»، «تصيب في مقتل» الفرجة الكروية، التي تغدو مبارياتها مناسبة سانحة لبعض المنحرفين من المحسوبين على الجماهير الرياضية، وتهدد أمن وسلامة المواطنين، الذي تقودهم الأقدار إلى عبور الشوارع والأزقة المؤدية إلى المركب الرياضي.
هي حركة «لارياضية»، من جماهير فريق أنهى مقابلته بانتصار، لكنها دمرت الحافلة رقم 50، مساء أول أمس الأحد. لم تسلم من جماهير كانت تسير على الأقدام باتجاه الحي الحسني، عندما اقتربت منها الحافلة اعترضت سبيلها بالرشق بالحجارة. فكانت نهاية المسير بدون محطة، وقبل أن تبلغ النهاية بالضرورة. بعد عملية الرشق توقفت الحافلة ففر “الجناة” تاركين حطام الزجاج يغطي إسفلت الشارع. فهل قدر لكل المباريات أن تنتهي بتخريب في الانتصار، وتخريب عند الهزيمة..؟ أم أن محسوبين على الجماهير يغتنمون الفرصة لتغدو المنافسات الرياضية، مناسبة لتفجير “عدوان” داخلي يجد تجسيده على أرض الواقع في مدرجات الملاعب، وبعد مغادرتها؟